...

ياسر التلاوى يكتب: ولماذا تغضبون من تقبيل أيادي جمال مبارك؟

مشهد عبثي ومأساوي ذلك الذي تناقلته وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية حيث يظهر فيه جمال مبارك في جنازة تشييع جثمان المحامي الراحل فريد الديب ، حيث تخلى بعض الحاضرين عن أدب اتباع الجنازات وراحوا يقبلون رأس وأيدي جمال مبارك وكأنهم أمام أحد الأولياء يتمسحون فيه ويتباركون به.
ومما يدعو للحزن ، وليس فقط الخجل ، في هذه اللقطات المهينة أنك تكتشف وجود بعض هذه العقول الخربة والنفوس الشاذة التي تحن إلى كرباج الجلاد وعبودية الطاغي الذي لم يتورع عن تهديد أمن وطن بالكامل من أجل اتمام مشروع التوريث.
أليس هذا يا سادة هو جمال مبارك الذي تاجر بديون مصر وحقق ثروة تخطت المليارات من دماء الغلابة والمعدمين ، والذي اتخذ من أبيه ستاراً لارتكاب أعتى الجرائم السياسية وتكوين جبهة من المنتفعين وتشكيل برلمان 2010 الذي لم يكن فيه صوت واحد لمعارضة أو حزب مستقل.
هل نسينا جرائم التلاعب بالبورصة التي أهدرت المليارات على الشعب المصري وقضية فساد القصور الرئاسية التي جنى من ورائها هو وشقيقه علاء مليارات الجنيهات.
وهل يستطيع الابن المعجزة جمال مبارك ان يكشف لنا مصدر الثروات المتكدسة في بنوك سويسرا وأوروبا وان كان فعلا كما يقال “جوشها من مصروفه” ولا من مرتبه ببنك أوف أمريكا، حقاً إن آفة الإنسان النسيان .

الحقيقة أننا وبشكل مباشر أو غير مباشر مسئولين عن هذا المشهد المؤسف .. فلماذا لا يقبلون جمال مبارك ونحن الذين قررنا أن يعود رجالات الحزب الوطني المنحل إلى الواجهة السياسية والاقتصادية من أمثال علي الدين هلال وحسام بدراوي ونضمهم للجان الحوار الوطني ومحمود الجمال (حما جمال مبارك) الذي انضم للهيئة الاستشارية بمجلس الوزراء وهم من أبرز الرموز المحسوبة على نظام مبارك ونحن الذين أعدنا احمد عز للواجهة ليكمل مسيرة ملياراته ولا عزاء لأسعار الحديد والوحدات السكنية المهم انه يزيد ثراءً.

في واقع الحال أن مشهد تقبيل رأس وأيدي جمال مبارك له ما يفسره ويبرره .. ولم لا يتباكون عليه ونحن أمام هذه النسبة الكبيرة من الأمية ليس التعليمية فحسب بل والعقلية ، فهناك من يرى أن معيار نجاح الرئيس أن يوفر الأكل والشرب فقط فهذا هو المهم بالنسبة لهم ، ولتذهب الدولة والبنية الأساسية والمشروعات القومية إلى الجحيم .

صحيح وقعت عدة عثرات قدرية في مسيرة النهضة والتنمية التى يقوم بها الرئيس السيسى وتأثرت بها بلادنا كما تضررت جميع دول العالم بما فيها أعتى وأكبر الاقتصادات الأوروبية والأمريكية ،كما أن هناك بعض الأخطاء فى الأولويات ،و لكن هل تخلت الدولة عن المواطن في جميع هذه الشدد ، بالطبع لا وانما تضاعفت الأجور والمعاشات واتسعت مظلة الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر تضرراً من هذه الأوضاع ، ومن يجهل أو ينكر هذا عليه مراجعة أعداد المستفيدين من الدعم المباشر ومعاشات تكافل وكرامة وصرف اعانات للعمالة الموسمية والتعجيل بصرف العلاوات السنوية والاستزادة بعلاوات استثناسية وغيرها من إجراءات الحماية الاجتماعية.

وهذا والله كان أسهل طريق لكسب ود الشعب هو توفير الاكل والشرب فقط ، لكن الرئيس  أخذ على عاتقه تأسيس بنيان الدولة لخدمة الأجيال القادمة ومن أجل مستقبل مشرق ينعم فيه أبناؤنا ببلد قوي يستوعب كل أبنائه ،.. فهل بعد كل هذا تقبلون جمال مبارك.. والله يا بخته مرزوق طول عمره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى