...

الزوج  الفاجر ” .. حبس زوجته 4 سنوات .. منع عنها الطعام .. ودفنها في حفرة بالمنزل بعد وفاتها .. المحكمة إحالة للمفتى

 

 

أسمنت ورمل وبجوارهما أدوات البناء،كان قد أعدها عاطل بمحافظة الأقصر، أمام منزله حتى ظن الجيران أنه سيبنى جدارًابالداخل كما أوهمهم، وبينما هم في غفلة من ذلك، كان الرجل يعد قبرًا ليوارى جثمان زوجته – الثالثة – التي ودعت الحياة بعد رحلة عذاب امتدت نحو أربع سنوات ذاق خلالها العذاب ألوانًا، حتى فاضت روحها إلى بارئها، ويقرر الزوج الفاجر دفن الجثمان داخل المنزل وصب طبقة خرسانية أعلى الحفرة حتى لا تصدر رائحة مع مرورالأيام وينكشف أمره .

حظ عاثر وحياة مليئة بالمطبات .. هكذا عاشت “سميرة.أ.س” ابنة قرية المدامود بمركز طيبة بمحافظة الأقصر، إلى غير ذلك من تفاصيل محزنة نرصدها في السطور التالية.

فقد وجدت “سميرة” نفسها ضحية التفكك الأسري بعد انفصال والديها، إلا أنها اختارت أن تعيش مع والدتها بحثًا عن الحب والحنان في حضن والدتها، إلى أن انتقلت بعد انتهاء فترة الحضانة لتعيش مع والدها وتنتقل من كنف الأم إلى كنف زوجة الأب.

كان يتردد على منزل والدها صديقه”أبوالسعود.ب.خ” 60 سنة، وكانت الفتاة تتعامل معه على أنها في مقام والدها، حتى فوجئت بالرجل الستينى يطلبها للزواج لتكون الزوجة الثالثة في حياته.

ترددت “سميرة” قليلًا في بادئ الأمر، لكنها لم تلبث حتى أعلنت موافقتها على الزواج لتتخلص من مضايقات زوجة الأب وتعيش في منزل مستقل ربما تجد فيه الراحة التى عاشت تحلم بها منذ والدتها.

ولكن الرياح تأتي بما تشتهي السفن، فقد واجهت “سميرة” أول مطب حقيقي في حياتها الزوجية بعدما طعن زوجها في شرفها واتهمها بأنها ليست عذراء، بل إنه بادر بالاتصال بوالدها والذى حضر فورًا،وخوفًا من الفضيحة قررا الانتظار حتى الصباح لعرضها على طبيب نساء بحضور الأب والزوج معًا.

مرت ساعات الليل وكأنها سنوات، حيث تجلس العروس على الأرض تضع يدها على خدها والدموع لا تفارق عينيها، ومع بزوغ أول ضوء للفجر بدأ الجميع الاستعداد للذهاب إلى الطبيب، وهناك أخرس رد الطبيب لسان الزوج بعدما أكد أن “سميرة” لا تزال عذراء.

خرج الجميع من عيادة الطبيب، والزوج لاينطق ببنت شفة بعدما شعر بالخجل، بينما الزوجة التي لم تهنأ بليلة العمر، طلبت العودة مع والدها لأنها لن تتحمل أن تنظر في عين زوجها بعد أن طعن في شرفها ظلمًا،إلا أن الأب كان له رأيًا آخر واقنع ابنته بالعودة مع زوجها لأن عودتها لمنزل والدها سيفتح المجال للقيل والقال، وحتى يغلق هذا الباب قبلت الابنة بذلك بعد ضغوط شديدة من والدها واعتذار باهت من زوجها.

عاش الزوجين معًا في منزل مستقل، بينماالزوج يغيب بعض الأيام ليقضيها مع زوجتيه الأولى والثانية، ووسط أولاده التسع،بينما الزوجة الثالثة تخرج أحيانًا لزيارة والدها أو والدتها، إلا أن الزوج لم يعجبه ذلك وزادت بينهما المشاكل حتى أصدر فرمانًا بعدم الخروج من المنزل نهائيًا، ومرت الأيام حتى رزق بمولوده الأول منها، ولكنها واصل مسلسل العذاب معها فقرر بكل قسوة وغلظة حرمانها من الطفل فأخذه من حضنها وأهداه لزوجته الثانية، بل وقرر حبس زوجته الثالثة أم الطفل الرضيع في المنزل حتى لا تخرج وتحاول إعادة الطفل.

وذات يوم فوجئ الأب بأحد الأبناء من زوجته الأولي يخبره أن زوجته الثالثة همت به وراودته عن نفسه إلا أنه اعتصم ومنعها وقرر ابلاغه بما حدث، هنا جن جنون الرجل فذهب إلى زوجته غاضبًا ومعاتبًا،إلا أن الزوجة أنكرت اتهامات الابن الذى لجأ إلى هذه الحيلة الماكرة لا يجبر والده على طلاقها.

جلس الأب يفكر ماذا يفعل، فتارة يفكر في قتلها وتارة يقرر طلاقها، حتى لجأ إلى حيلة شيطانية ماكرة، فقد قرر أن يواصل تعذيبه لها بالحبس في غرفة منفردة بالمنزل، ويمنع عنها الطعام حتى تمرض ويذبل جسدها وتموت جوعًا.

مرت الأيام وقضت الزوجة في محسبها بالمنزل قرابة أربع سنوات ذاقت فيها العذاب ألوانًا، وهى تأكل وتشرب وتنام وتقضي حاجتها في مكان واحد، فالزوج الذى فقد كل مشاعر الإنسانية لا تشفع له التوسلات وهى تقول له “حرام عليك يا أبوالسعود .. ارحمنى وانا أعيش تحت رجليك ” إلاأنه قرر الاستمرار في مخططه الشيطاني ليقتلها بالبطيء.

كل يوم يمر على الزوجة يذبل جسدها، حتى أنهكها المرض، لم تتحمل المزيد من العذاب، وهى تعيش مع زوج بلا قلب يرفض كل توسلاتها لعرضها على طبيب أو فك أسرها، بينما والديها كل منهما يعيش حياته بعيدًاعنها ولم يتدخل منذ أن قرر زوجها منعها من الخروج، وظلت كذلك حتى فاضت روحها إلى بارئها في الغرفة التى حبسها بها الزوج بعد أن كان يلقى لها الفتات من الطعام بينما ينعم هو مع زوجتيه الأولي والثانية في رغد من العيش

ماتت “سميرة” بعد رحلة معاناة وعذاب طويلة، بينما الزوج الفاجر لم يتعظ، ولم يرق قلبه حتى بعد موت زوجته،فقرر التخلص من جثمانها بطريقته حتى لا يفتضح أمره، فأحضر رمل وأسمنت وقام بحفر حفرة داخل منزله بقرية “المدامود” ودفن بداخله الزوجة المسكينة دون غسل ولا صلاة جنازة، بل قام بصب طبقة خرسانية أعلى الحفرة حتى لا تصدر عنها رائحة وينكشف أمره.

ظن الزوج أنه قد أخفى كل معالم الجريمة، وعاد ليبيت ليلته مع زوجته الأولى، وفي الليلة الثانية يذهب ليقضي ليلته مع الزوجة الثانية، وهكذا يبدل الأيام، ما بين هذه وتلك، حتى مضي أسبوعًا كاملًاعلى جريمته.

ذهب الزوج إلى منزل زوجته الثالثة، ثم خرج ليدعى تغيبها من المنزل، ويخبر والدها وشقيقها تغيبها، ويوهمهم أنه يبحث عنها في منزل أيًا منهما، ثم قرر شقيقها أن يذهب برفقة الزوج إلى مركز شرطة طيبة لإبلاغ المباحث بتغيب الزوجة التى لم ترى الشارع منذ 4 سنوات.

رجال المباحث قرروا استجواب الزوج أولًا، والوقوف على أسباب عدم خروج الزوجة طيلة الأربع سنوات الماضية، حتى بدأ يسرد تفاصيل المشكلات المتكررة ويدعى أنها كانت دائمة الخروج من المنزل دون علمه،وخوفًا عليها من كلام الناس منعها من الخروج .. هكذا الرجل الأشر واصل اتهاماتهللزوجة حتى بعد أن قتلها بالبطيء.

وبعد ساعات من التحقيقات وتضييق الخناق على الزوج، لم يستطع أن يراوغ لوقت أطول، بعدما فضحته تعبيرات وجهه وتلعثم في الكلام، لينهار ويعترف تفصيلًا بجريمته وأرشد عن مكان الجثة داخل المنزل.

وعلى الفور انتقلت قوة أمنية من مباحث المركز، والفحص عثر على الجثة داخل حفر بالمنزل، وإخطار النيابة العامة انتقلت إلى مسرح الجريمة، ثم قام المتهم بتمثيل جريمته التى اهتز لها المجتمع الأقصري.

انتهت النيابة العامة في تحقيقاتها إلى إحالة المتهم إلى محكمة جنايات الأقصر، حيث تم تداول القضية التى وقعت أحداثها في شهر فبراير الماضي، وأصدرت المحكمة برئاسة المستشاركمال فخري شمروخ، وعضوية المستشارين أحمد عصام الدين، ونهاد أبو النصر، وأسامة أحمد محمود، وبحضور كريم حسني، وكيل النائب العام، بأمانة سر محمد حفني محمد، ومصطفى محمود العمدة، قرارها بإحالة أوراق المتهم لفضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.

وكانت الجلسة الأخيرة قد شهدت مرافعة النيابة العامة قبل أن تقرر المحكمة إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه،

وبعد الاستماع لمرافعة النيابة العامة، ومطالبتها بتوقيع عقوبة الإعدام على المتهم، أصدرت المحكمة قرارها بإحالة أوراق المتهم “أبوالسعود.ب.خ”لفضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، لقيامه بقتل زوجته”سميرة.أ.س”،  وحددت جلسة 6 سبتمبر الجارى للنطق بالحكم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى