...

مصر وعمان..وإيران

 

بقلم:سامي حامد

 

هل تشهد الأيام القادمة عودة العلاقات بين مصر وإيران بعد قطيعة بدأت منذ عام ١٩٧٩ وفشلت إلى اليوم كل محاولات إعادتها؟.. مايدفعني إلى هذا السؤال هو الزيارة الرسمية التي يقوم بها اليوم هيثم بن طارق سلطان عمان إلى طهران والتي تأتي قبل مرور أقل من أسبوع على زيارة سلطان عمان الأولى إلى مصر وإجرائه مباحثات مهمة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.

ومايدفعني أيضا إلى الربط بين هاتين الزيارتين هو العلاقات المتميزة والراسخة التي تربط سلطنة عمان بكل من القاهرة وطهران حيث تتمتع مسقط بعلاقات وطيدة وتاريخية مع كلا البلدين مما يؤهلها للقيام بدور الوسيط وهو دور تتميز به سلطنة عمان منذ عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد حيث كثيرا ما قامت بدور رجل الإطفاء لإخماد أي خلافات تطرأ بين دول الجوار .

ان التطورات الإيجابية التي جرت في منطقة الخليج فيما يتعلق بعلاقات إيران مع الإمارات والسعودية حيث قام الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الإماراتي بزيارة إلى طهران في ديسمبر ٢٠٢١ ثم الاتفاق السعودي الإيراني الأخير على عودة العلاقات بينهما والذي تم بوساطة صينية فضلا عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية ..كل هذه التطورات والمتغيرات تزيل الكثير من العقبات التي كانت تقف حائلا أمام عودة العلاقات بين القاهرة وطهران حيث يدرك الإيرانيون أن أي محاولة للتقارب مع مصر ستفشل حتما في ظل استمرار الخلافات مع السعودية والإمارات وهذا ما أكده منذ مايقرب من عامين مير مسعود حسينيان وهو مسئول كبير في الخارجية الإيرانية حيث قال نصا ” إننا نعمل على تحسين العلاقات مع مصر وان حل المشاكل بين طهران والرياض قد يكون له تأثير على هذه القضية”.

ان التقارب المصري الإيراني – إذا تم – سيصب بالتأكيد في مصلحة منطقة الشرق الأوسط ويعزز استقرار وأمن دوله في عالم يشهد إضطرابات وصراعات ومتغيرات تنبئ بمولد عالم جديد متعدد الأقطاب..ومصر وإيران كما يعلم الجميع يتمتعان بأهمية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط سواء من حيث موقعهما الجغرافي أو ثقلهما السياسي أو من حيث تعداد السكان فضلا عن ان كليهما ذو حضارة ممتدة في أعماق التاريخ وهو مايجعل أي تقارب بينهما يعيد التوازن الإقليمي للمنطقة مما ينعكس بالإيجاب على سياسة الغرب تجاه المنطقة.

 

[كلام في العيب]:

هل وصل بنا الحال إلى أن نتجادل على ترديد “الصلاة على النبي”..عيب.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى