...

هنادي النواوي تكتب: “لو الخرس الزوجي منكد عيشتكم.. حطوا الكلمتين دول حلقة فى ودانكم”

 

مبيتكلمش معايا.. الجواب على قد السؤال.. 24 ساعة ماسك الموبايل.. كل هذه العبارات ليست جديدة على آذان السيدات بينهن وبين بعضهن، إنما تبدأ الأولى بكلمة وتلاحقها الثانية بجملة أخرى مشابهة لها قائلة “كلهم كده”، فهل هذه ظاهرة طبيعية تحدث بين الأزواج؟؟.

الخرس الزوجي” أسلوب جديد لهدم الأسرة في أسرع وقت، ولا يستوعب الزوجان هذه المشكلة الخطيرة التي تضيع حياتهما دون دراية بذلك.

هناك عدة أسباب لهذه الظاهرة النفسية التي تحدث في السنوات الأخيرة ومستمرة حتى الآن وأصبحت سبباً لطلاق الكثير من الأزواج وفي وقت قصير من بداية الحياة الزوجية.

يُعد الخرس الزوجي ظاهرة تعاني منها الكثير من البيوت وتهددها بالانهيار والتشتت. إن الخرس الزوجي هو سكوت وصمت بين الزوج والزوجة وانعدام لغة الحوار والتواصل فيما بينهما، وهي مشكلة يعاني منها العديد من الأزواج، حيث يتعمد أحد الزوجين الصمت أو الرد باللامبالاة بينما يحاول الطرف الآخر فتح سبلٍ للتواصل والحوار.

فما أسباب الخرس الزوجي؟!

قد تختلف أسباب الخرس الزوجي من أسرة لأخرى إلا أنها تتمثل فيما يلي:

أولا انعدام لغة الحوار بين الزوجين

عندما يكون الحوار بين الطرفين قائما على اللوم والمشاجرة والعتاب وتذكر كل ما مضى من خلافات سابقة وإدراجها ضمن الموضوع الحالي، بالإضافة إلى الافتقار للغة والتعابير العقلانية التي أساسها المنطق، فيكون الحل الأمثل لكلا الطرفين هو اللجوء للصمت والسكوت.

ثانيا البخل العاطفي

يعتبر بعض الرجال أن مدح الزوجة والتغزل بها والاعتراف بما تقوم به من تضحية لأسرتها شيء تافه لا حاجة له أو ضعف منه. فمن وجهة نظره أن حاجة المرأة هي الطلبات المادية فقط، وفي حال طلبت الزوجة الاهتمام العاطفي من زوجها، يكون جواب الرجل: “احمدي الله، فلا ينقصك شيء”، فتكون ردة الفعل الطبيعي لدى الزوجة هو التزام الصمت.

ثالثا عدم وجود اهتمامات مشتركة بين الزوجين

تنشغل معظم الزوجات بالأعمال المنزلية وتربية الأبناء، بينما يستغل العديد من الرجال هذا الوقت في تصفح الإنترنت والبحث عن جديد السيارات والتكنولوجيا أو زيارة الصدقاء، مما يؤدي إلى وجود عالمين مختلفين ولا يشتركان إلا في الأكل والنوم تحت سقف الخرس والصمت.

رابعا أسباب تربوية وبيئية

هناك شخصيات ترعرعت ونشأت في بيئة خالية من الحب والحنان، ظناً من أهلهم أن التعبير عن المشاعر هو تجاوز للحياء والدين، في حين أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “الكلمة الطيبة صدقة، والابتسامة في وجه أخيك صدقة”، فكيف لو كان الأمر يتعلق بشريك الحياة؟

– أسباب تكنولوجية

زادت التكنولوجيا الحديثة من حدوث الخرس الزوجي، حيث تجلس الأسرة أمام التليفزيون منشغلة بما ترى، أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، حيث يتعامل كل فرد مع الموضوع الذي يخصه وحده.

معالجة مشكلة الخرس الزوجي

بداية يجب أن يكون لدى الطرفين ثقافة الحوار وثقافة الاختلاف وأن يختارا من البداية من يناسبهما فكرياً وثقافياً، وأن يختارا المكان والزمان المناسبين للحوار، وألا يستهزئ أحد منهما برأي الآخر ولا يقلل من شأنه، وأن يكون الاهتمام بالكلام وأيضاً بالأفعال التي تخصهما معاً.

ومن بين حلول هذه المشكلة:تربية الأبناء في بيئة متوازنة نفسياً

الخرس الزوجي وأثره على الأبناء

يجب أن يكون لدى الزوجين دافع للتخلص من هذه الظاهرة، ذلك لأن الأبناء سيتأثرون بطبيعة العلاقة بين الأبوين، مما سيؤثر سلباً على حياتهم الشخصية مستقبلاً، وقد يرفض الأبناء فكرة الزواج أساساً استناداً إلى فشل الأبوين كزوجين.

 

تجنب المشادات الكلامية والعصبية

يمكن إرضاء الطرفين إذا حاولا إدراك أن العصبية والشجار لن توصلهما إلى أي نتيجة، وأنه كلما حاول أحدهما إيصال فكرته ووجهة نظره بكل إحترام وتقدير للطرف الآخر، كلما كان التواصل والحوار بينهما ناجحاً.

التعامل بما يرضي الله عز وجل والبعد عن اللوم والتأنيب والشجار

إن الابتعاد عن الأخلاق التي أمرنا الله تعالى بها ومعاملة الشريك بقسوة وتكبر وتجاهل مشاعره وعدم تنمية وتغذية الاحتياج العاطفي بكل وسائله- الحسي واللفظي والجسدي- جميعها أسباب تؤدي للخرس الزوجي.

البحث عن أسباب المشكلة

يجب على الزوجين العثور على الأسباب الحقيقية التي دفعت بهما للوقوع في هذه الآفه، ليتمكنا من علاجها من خلال حلول تناسب كلا الطرفين ويتجاوزا هذه الأزمة العاطفية.

استرجاع الذكريات الجميلة والبعد عن اللوم والتأنيب والشجار

إن استرجاع اللحظات الجميلة في فترة الخطوبة وأول سنة من الزواج، ومشاهدة الصور التي تعبر عن تلك المشاعر القديمة قد يجدد تلك المشاعر التي تاهت وسط الروتين اليومي للحياة.

مواجهة الطرف الآخر

يستحسن مواجهة الطرف الآخر عند كل موقف أو مشكلة وتفهم وجهة نظره من خلال مناقشة الموضوع بكل احترام وهدوء إلى أن يصل  الزوجان لحل وسط يرضيهما.

وأخيراً، وجب القول بأن العديد من حالات الطلاق يكون المسبب الأساسي لها هو الخرس الزوجي، ذلك الصمت الرهيب الذي يقتل كل المشاعر الدافئة التي جعلتنا نخسر ذلك الشريك دون سواه. ذلك الصمت يحمِّل الزوجين ضغوطات نفسية قد تدفع أحدهما للبحث عن شخصٍ آخر يمنحه التقدير والاهتمام والإشباع العاطفي.

وإذا كان أحد الطرفين مازال مترددا  في إصلاح العلاقة بالطرف الآخر، فعليه تأمل قول الله عز وجل: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى