النائبة د. إيرين سعيد تكتب:جسد الإنسان ثروة يأكلها الدود فلماذا لا نتبرع بأعضائنا ؟

 

أعجبتني كثيرًا الجرأة المعهودة علي قياداتنا السياسية،حيث وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنشاء مركز إقليمي لزراعة الأعضاء،كما وجه بوضع دراسة كاملة حول ملف التبرع بالأعضاء بعد الوفاة”. . فهذه المرة جاءت الجرأة لتخترق ما هو موروث عن الأموات و حرمتهم، و تطرح فكرا واعيا و مختلفا عن موروثات الشعب المصري، نعم هي موروثات و لكنني دائمًا أبحث في مثل هذه الـمور بمنظور العقل و المعرفة.

التبرع بالأعضاء يثير الخلاف دائما بين المؤيد و المعارض ،و اللغط بين الحلال و الحرام ، وعن نفسي فأنا من مؤيدي التبرع بالأعضاء و بشدة، وأستند في ذلك إلى ثلاثه محاور

أولا المحور الانساني الاجتماعي :

أتعجب كثيرًا عندما تطرح السوشيال ميديا قصة واقعية لامرأة أو رجل قام بالتبرع لأخيه و أو شريك حياته بعضو من أعضائه، فيكون الرأي العام بالإيجاب و الموافقة التامة و نمدح في خصال المتبرع و كم هو معطاء و حنون، فلماذا يجوز العطاء للأحياء و لا يجوز للأموات ؟!

من الأولي أن يعطي ،هل الحي الذي سيحتاج لأعضاء جسده و الذي و بالتأكيد سيؤثر هذا التبرع سلبًا علي جودة حياته، أم المتوفي الذي أتم حياته بسلام و لم يعد بحاجة لجسده، فروحه ذهبت لخالقها و سيصبح الجسد بعد أيام من الوفاة ترابا و عدما

فمن السهل التبرع بالمال و هو في حالة فشل الأعضاء ليس له قيمة إنما عضو من متوفي يحي إنسانا آخر فأنا أعتبره صدقة جارية واستغلالا لثروات سيأكلها الدود.

ثانيًا محور علمي صحي

التبرع بالأعضاء سيوفر الملايين المهدرة علي المرضي المحتاجين للتبرع و ينتظرون الموت و الكثير من الأسرة و الخدمات الطبية التي تقدمها الدولة ، عملية واحدة تغير حياه إنسان سنوات و توفر الكثير و الكثير

أيضًا تطبيق هذه الفكرة سيقدم ثورة علمية في مصر في مجال الطب و يخفف قوائم الانتظار

و أخيرًا الجانب التشريعي كوني نائبًا و مشرعاً فنحن في مصر نريد مواجهة تجارة الأعضاء كيف أواجه سوقًا سوداء و أنا لا أمتلك البديل و العملية غير مقننة ؟

أهالي المرضى مستعدون لدفع كل غال و نفيس للحفاظ علي حياة أهاليهم فمن الأولي أن توفر لهم الدولة هذه الخدمة تحت مظلتها و لا تتركهم فريسة للجشع و تجار الأعضاء

نحن المصريون لدينا ثقافة التبرع موجودة و متأصلة فينا و أهمها التبرع بالدم و هناك العديد و العديد ممن تبرعوا بأجزاء من أجسادهم و هم أحياء لإحياء أحبتهم.

التبرع بالأعضاء أمر إنساني جدًا، ولكن علي الدولة تنفيذ هذه الخطوة بدقة و حسم و عدم ترك ثغرة لأي مخلوق للتلاعب أو الاستغلال لتكتمل الصورة الانسانية التي نطمح إليها و التي يرجوها المتبرع.

و أخيرًا أذكر أن هذا الأمر طواعية،و لن يكون هناك إجبار ، فإن كنت لن تفعل الخير فلا تمنعه أو تشوهه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى