هنادي النواوي تكتب: عزيزي الشاب عزيزتي الفتاة..نظام المساكنة عيب وحرام

 

يعني إيه مساكنة أصلًا؟ يعني ولد وبنت مافيش بينهم أي ارتباط شرعي ياخدوا بعضهم ويسكنوا في شقة أو أوضة واحدة ويتعاملوا مع بعض كزوج وزوجة عادي.

وبالرغم من أن معظم الذين يتبعون هذا النمط من العيش يبررون إقدامهم على هذه الخطوة بأنها من أجل تخفيض كلفة المعيشة من خلال السكن في شقة واحدة، فإن حقيقة الأمر أن معظم الراشدين الذين يتساكنون تكون غايتهم الأساسية هي الحميمية الجنسية والعاطفية دون التزامات مؤسسة الزواج.

أضافة إلى ذلك هم يعتقدون أن العيش معا يوفر لهم معرفة أفضل بعادات بعضهم البعض، واختبارا أكثر عمقا لشخصية كل منهم، مما يؤدي مستقبلا – حسب وجهة نظرهم- الى تجنب مخاطر الطلاق أو مازق الزواج غير السعيد في حال اتخذوا قرارا بالارتباط الرسمي. ولكن هذا الاعتقاد في غير محله.

لأن الدراسات أثبت أن نسبة الطلاق لدى المتساكنين الذين تزوجوا فيما بعد كانت مرتفعة جدا. إذ أن نسبة الطلاق لديهم تصل من 50 الى 80  في المئة حسب الاحصاءات التي أجريت في هذا المجال، ذلك لأن الذين لديهم القدرة على المساكنة دون زواج هم اكثر تفلتا من التقاليد من غيرهم ويكونون أقل التزاما بالزواج كمؤسسة، وبالتالي فإنه من السهل لديهم ترك هذه المؤسسة في مرحلة لاحقة إذا ما أصبحت تشكل مصدر عدم راحة لهم.كما أن هناك نسبة عالية من الذين يقدمون على هذه الخطوة هم من الاشخاص الذين ،لأسباب كثيرة منها نفسية ومنها اجتماعية، يخافون من الالتزام أو من العلاقة الدائمة، فبالنسبة لهم فإن الجاذب الأكبر لهم بالمساكنة هو الخروج السهل من العلاقة دون أية مسؤوليات.

وعن الفترة التي من الممكن أن تعمرها هكذا علاقات المساكنة قصيرة العمر، فبعد مرور خمس سنوات، فقط 10% عادة من المتساكنين الذين لا يتزوجون يستمرون معا.

انتشار هذه الظاهرة عادة ما يتركز بين أفرد الفئة الاجتماعية الغنية أكثر منها بين الفئات الأخرى، وبين أفراد الفئة العمرية المراهقة أكثر من غيرها من الفئات العمرية الأخرى، وبين أفراد التجمعات المدينية أكثر منها في التجمعات القروية.

وبغض النظر عن أسباب ونتائج المساكنة، فإنها لاتصلح ولاتصح في المجتمعات المحافظة والتي يشكل فيها الدين عنصرا أساسيًا،فالإسلام والمسيحية يحرمان هذا النظام،لأن اجتماع الرجل والمرأة يشترط عقداً شرعياً هو الزواج وغير ذلك هو زنا بكل المواصفات.

عزيزي الشاب .. عزيزتي الفتاة اعلما أن قيم وعادات وتقاليد المجتمع لاتشكل عبئًا عليكما، بقدر ماتشكل حماية للعلاقة بينكما وتؤدي إلى علاقة صحيحة على كل المستويات، ثم إن الشرع لايضر بقدر مايحمي، والعلاقة الشرعية متى مااستحالت فإن الشرع أيضًا يبيح الانفصال مع حفظ حقوق وواجبات كل طرف..امشي عدل يحتار عدوك فيك.. المساكنة فيها سم قاتل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى