...

أ.د عبير الرباط عميد آداب بنها تكتب: رسالة من امرأة.. لا تغيروا طبيعة البشر

رسالة من امرأة لا تغيروا في طبيعة البشر التي خلقها الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ.

رواه البخاري ومسلم

هذا ما تعلمناه منذ الصغر في ديننا الحنيف – دين الإسلام – أن الله جعل للأم مكانة خاصة ، فتقدير الأم وتكريمها ليس من فراغ ولكن من خلال عطائها وحبها لبيتها وأبنائها وزوجها .. ؛ فالأم حينما تمنح العطاء لكل من حولها فهي بذلك كبيرة المقام والقامة و لا ينقص من قدرها شيء.

ومهما تقلدت المرأة المناصب لا تتخلي عن دورها وما وهبها الله من نعم وغريزة خُلقت بها والتي لا تتعارض مع تحقيق أهدافها العلمية والعملية ونجاحها علي المستوي المهني.

فلا لتشويه صورة الأمومة التي خُلقت بها المرأة والتي تمنحها السعادة في أروع صورها .

و لا أريد أن أذكر بعض الأسماء التي تنادي بأن المرأة غير مُلزَمة بالرضاعة وخدمة الزوج والأولاد؛ ولكن أود أن أقول لهم من كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

فقال تعالى: “وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ” [البقرة: 233].

(وفسر فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي مفتي الجمهورية وشيخ الأزهر الأسبق “رحمه الله” الآية الكريمة في تفسير الوسيط) : قائلاُ إن الله عبر عن الأمهات بالوالدات، للإشارة إلى أنهن اللائي ولدن أولادهن، وأنهن الوعاء الذي خرجوا منه إلى الحياة، ومنهن يكون الغذاء الطبيعي المناسب لهذا المولود الذي جاء عن طريقهن.

وقوله: يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ جملة خبرية اللفظ إنشائية المعنى، إذ التقدير ليرضعن. أى:عليهن إرضاع أولادهن.

وعبر عن الطلب بصيغة الخبر، للإشعار بأن إرضاع الأم لطفلها عمل توجبه الفطرة، وتنادى به طبيعة الأمومة.

وقد ثـبـُت علمياً أن في لبن الأم أكبر فائدة للرضيع ؛ فهي ترفع عند المولود المناعة وتقيه الكثير من الأمراض هذا إضافة لراحة الأم أيضاً ، و لتوطيد الرباط الإلهي الذي ينشأ بينها وبين رضيعها من الإحساس بالآمان و الدفء ؛ فتلك رسالة من أسمى الرسائل التي منحها الله للأم.

فهل تبخلُ الأمُ بعد كل ذلك علي طفلها بالصحة البدنية والنفسية .

.. وأرفض تماماً تشبيهها – الأم – بالبقرة كما قال البعض ، و أكرر مرة أخرى لا لتشويه صورة الأم والأمومة الجميلة .

عندما تعمل المرأة مدرسة أو أستاذا بالجامعة فإن سر نجاحها بجانب قدراتها المهنية يكمن في الأمومة والعطاء الذيْن تمنحهما لطلابها وطالباتها من حنان ورعاية وحب وتنشئة سليمة قبل أن تمنحهم العلم .. ومن تلك الصفات الجميلة تكون قادرة علي توصيل المعلومات بطريقة سليمة ، وبكل يسر وسهولة.

وما أقوله الآن ما هو إلا من تجربتي مع أبنائي الطلاب والتي تسعدني كثيراً.

أخشي علي جيل جديد من الفتيات أن ينشأ علي تلك الأفكار التي من الوارد أن تشتت عقولهن، ففتيات اليوم هن أمهات المستقبل.

و تعمل الدولة والعالم أجمع علي المساواة بين الرجل والمرأة

نعم أنادي بها بكل تأكيد؛ ولكن مع عدم تخلي الأم عن رسالتها ودورها الأساسي تجاه الأبناء مع الحفاظ علي اكتسابها العلم، وتحقيق أهدافها التي تسعي إليها ليكون لديها كيانها الخاص بها.

لا تغيروا طبيعة البشر التي خلقها الله ، فإن الإنسان خلق في أحسن تقويم وفضله الله علي جميع المخلوقات ، و الطبيعة البشرية حددها الله ونص عليها فهي ليست من صنع البشر.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى