” آل ساويرس”.. تطبيع وعري وإنكار لخير مصر

بيزنس الطاقة السلبية ونكران الجميل .. تجار المظلومية والاضطهاد

ماذا يريد “آل ساويرس” من مصر .. وما حقيقة بيع وتصفية جميع املاكهم استعدادا للخروج من مصر .. ولماذا لا يكفون عن ترديد أحاديث “المظلومية” والاضطهاد .. في واقع الحال أن هذه الأسئلة الحائرة وعشرات غيرها باتت أول ما يثور في الذهن بمجرد ذكر اسم أحد أفراد عائلة رجل الأعمال الراحل أنسي ساويرس الذي رحل منذ فترة وترك ابنائه دون ان يتعلموا حق الأوطان ورد الجميل للبلد الأم الذي احتضن وربى وعلم ووفر كل ما يجب توفيره حتى نمت المشروعات وانتفخت الحسابات في البنوك الأجنبية ولم يعد ورائهم سوى الادعاء والافتراء ضد هذا البلد الأمين.

الشرارة الأولى

وحتى لا يكون الكلام مطلقاً على عواهنه .. فقد دأب رجل الأعمال نجيب ساويرس ، تحديدا ، على الخروج على المصريين بتصريحات مستفزة وأكاذيب ليس لها أي أساس من الصحة ، على سبيل المثال لا الحصر .. فقد زعم “ساويرس” أمام وسائل إعلام أجنبية احتكار المشروعات القومية الكبرى من جانب الدولة وحرمان القطاع الخاص من المشاركة .. في حين أن جميع الشواهد تؤكد بلا أدنى شك أن الشركات التابعة لعائلة ساويرس أكثر من استفاد من هذه النهضة الاقتصادية.
فعلى طريقة “القطط” التي تأكل وتنكر .. تضاعفت ثرواتهم من خلال المشاركة في المشروعات القومية مثل مترو الأنفاق وتوسعة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة وكذلك شبكات الاتصالات والمدن السياحية الكبرى مثل الجونة ومراسي وغيرها من الانجازات الضخمة التي وضعت اسم عائلة ساويرس ضمن قائمة أغنى أغنياء العالم ، ورغم كل هذا يكرر آل ساويرس نغمة الاضطهاد والمظلومية زاعمين حرمان القطاع الخاص والتضييق عليه .

بيع الممتلكات والتفرغ للحفلات

الغريب في حالة “ساويرس” أنه قبل على نفسه التحول من رجل أعمال إلى ما يشبه “نوبتجي الأفراح” .. فبعد اعلان بيعه الكثير من مشروعاته في مصر مثل مجموعة “بلتون” المالية وأغلب حصته في شركة “أورانج” للاتصالات وغيرها من الصفقات المريبة ، فقد سخر حياته لاثارة الجدل على مواقع السوشيال ميديا .. وليته تخصص في شيء يفيد ، بل تفرغ للدفاع عن “حمو بيكا” وشن في سبيل ذلك حملة غير مبررة ضد نقيب الموسيقيين امير الغناء العربي الفنان هاني شاكر وراح يدافع باستماته عن الفن الهابط.
نفس الأمر تكرر باحتضانه لـ”عبده موتة” الشهير بمحمد رمضان الذي يعتبره نجمه المفضل الأوحد وانه “نمبر وان” ، فبعد أن ثار الرأي العام على “الأسطورة” بسبب صورته الحميمية مع الفتاة الإسرائيلية ، خرج ساويرس على الجماهير بتغريدة تتغزل في “المزة” الإسرائيلية وتمجد معشوقه “الدنجوان” محمد رمضان بصورة تثير الشكوك في ان رجل الأعمال يعتبر “موته” فتى احلامه أو أنه ربما يتجه للتمثيل في الفترة القادمة.

الغاء “مهرجان العري والتطبيع” بالجونة

ليس كل ما سبق فحسب ، بل لجأ “ساويرس” إلى “حركة مكشوفة” بالغاء مهرجان الجونة السينمائي هذا العام ، وذلك للايحاء بالربط بين قرار الألغاء وعاصفة الانتقادات التي واجهها “مهرجان العراة” العام الماضي بعد تقديمه فيلم “ريش” المسيء إلى صورة مصر والذي قدم أحداثاً أجمعت كافة الآراء أنها مضللة وكاذبة عن حقيقة الأوضاع في مصر وتجاهل جميع جهود الدولى في تحسين أحوال المواطنين.
ولم تكن هذه هي السقطة الوحيدة للمهرجان ، ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2020، ظهر الوجه القبيح لمهرجان الجونة أيضا عندما تورط ساويرس في التطبيع ، ففي 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، أصدرت مجموعة من السينمائيين والفنانين المصريين بيانا مشتركا حول ما أطلقوا عليه “تطبيع الجونة”، رفضوا فيه بشدة قيام المهرجان، باستضافة وتكريم الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو، المعروف بانتمائه إلى الحركة الصهيونية العالمية.
وقال الفنانون آنذاك: “نعلن نحن الموقعين على هذا البيان أننا تابعنا على شاشات التلفزيون ما جرى من إصرار القائمين على مهرجان الجونة السينمائي على تكريم الممثل الفرنسي المدعو جيرار ديبارديو، الصهيوني العنصري المعادي لقيم السلام والتسامح والداعم لاحتلال الكيان الصهيوني للأراضي العربية في فلسطين، وممارسة أعمال الإرهاب ضد شعبنا العربي في فلسطين”.

مليارات بالخارج (زي القرع)

من المفارقات أيضاً أن رجل المال نجيب ساويرس يتباهى ويتغنى باستثماراته العملاقة في الخارج ، ففي تصريحات نشرها موقع مصراوي المملوك لعائلة ساويرس قال حرفياً : “عندما ذهبت إلى إيطاليا قمت بعمل أكبر صفقة في تاريخ إيطاليا المعاصر، بقيمة 15 مليار يورو، وإلى اليوم لا توجد صفقة أكبر منها، وكان تمويلها معقد جدًا، وبالطبع لم يكن إقناع البنوك الأوروبية بالتمويل أمر سهل، ولم أكن متأكد أنها ستنتهي بهذا الشكل”.
هذا طبعا الى جانب ما يتردد عن مشروعات واستثمارات ساويرس في إسرائيل والتي تمثلت في شركات الاتصالات وما قيل عن مساهمته في مشروع انشاء الجدار العازل الذي أقامه الصهاينة لحصار الشعب الفلسطيني ، كل هذا أذا ما قورن باعماله في مصر ستجد المحصلة صفر بكل أسف.

رجال أعمال وأصحاب مال

لعله ليس من قبيل المبالغة القول ان ما يفعله “آل ساويرس” بحق مصر يحرمهم من لقب رجال الأعمال بكل ما يحمله من انطباعات ايجابية ، بل هم مجرد أصحاب مال لا يهمهم الا مضاعفة ثرواتهم ولو على حساب الوطن والمواطنين .. وللتدليل على هذا نسوق مثالاً وحداً يغني عن قول الاف الكلمات ، فخلال جائحة كورونا ولأن الشدائد تكشف معادن الرجال .. فقد برز اسم احد رجال الأعمال غير المصنفين على قائمة اغنياء العالم معلنا تحمل كافة التوابع الاقتصادية المترتبة على حالة الركود التي سببتها الجائحة وعدم تسريح اي عامل لديه وكذلم عدم تخفيض الرواتب ، كما قامت الدولة المصرية بتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بصرف اعانة للعمالة غير المنتظمة لأكثر من مليوني عامل.
على الجانب الآخر وبمجرد ظهور بوادر الأزمة سارع “ساويرس” لتخفيض العمالة لديه بواقع 50% وبشر باتخاذ اجراءت اكثر صعوبة اذا استمرت توابع “كورونا” ، متناسياً ومنكراً أن ملياراته التي جناها انما تحققت بجهود هؤلاء العاملين لديه ، فليس من المروءة أو العدل التضحية بهم مع أول موقف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى