...

بعد واقعتى أكرم حسني وتامر حسنى..سرقة الأغاني تراث مصرى أصيل

حتى نكون منصفين فإن سرقة الأغاني والألحان لاتقتصر على المصريين فقط، هي ظاهرة ربما تكون عالمية، لكن مشكلتنا في مصر أننا نسرق بغباء.. يعني بنقول للناس إحنا حرامية عيني عينك.

أخذ الحق حرفة كما يقولون، والسرقة أيضا حرفة، بمعنى أن الفنان الموهوب يمكنه أن يسرق جملة شعرية أو لحنية من هنا أو هناك، ويعيد صياغتها بشكل لايمكن معه الإمساك به والصياح بأعلى صوت: امسك حرامي، فعلها كثيرا فنان كبير وسرق جملا لحنية بالزوفة كما يقولون ولكن لأنه شاطر وموهوب فلا احد يستطيع القول : الحرامي أهو.

في تراثنا الغنائي والشعري هناك سرقات عديدة، ويكفى أن مطربى وملحنى وشعراء العصر الحديث كل يوم بيسرقوا من هنا أو هناك ، وإذا كانت الأمور بتعدى قديما نظرا لعدم انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وقتها، فإنها لاتعدى فى عصرنا هذا حيث يسهل اكتشاف السارق وتجريسه.

ويبدو أن سرقة المربعات الشعرية أصبحت عادة مصرية أصيلة، فقد سبق للشاعر هشام الجخ سرقة عدة مربعات من الشاعر عبدالستار سليم الذى رفع قضية امام القضاء وأثبت السرقة وحصل وقتها على تعويض خمسين ألف جنيه.

الشاعر محمد العسيرى سرق بذكاء ، فهناك أغنية شهيرة لمحمد قنديل اسمها سحب رمشه من كلمات الشاعر الكبير الراحل عبدالفناح مصطفى، العسيرى سرق الفكرة وبدلا من أن يكتب سحب رمشه كتب رمى رمشه وغناها له على الحجار.

عمرو دياب سرق أكثر من لحن يوناني وكتب له شعراء على باب الله كلمات على نفس اللحن، والغريب أن بعض وسائل الاعلام وجمهور عمر دياب عندما تم اكتشاف اللحن اليوناني الأصلي قالوا إن اليونانيين يغنون على ألحان عمرو دياب.. شوف الجبروت ياأخي.

واقعة سرقة أكرم حسنى لمربعات الشاعر الجنوبى عادل صابر، وسرقة اللحن من الفنان الجنوبي الكبير الراحل حفني أحمد حسن، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فماهي إلا ساعات على إعلان سرقة أكرم حسني حتى قام الشاعر البورسعيدى  أسامة عبدالعزيز بفضح المطرب تامر حسني- مش فاهمين ايه اللى حصل لعائلة حسنى- بسرقة أغنية عشأنجي التى نشرها اسامه على صفحته منذ خمسة أعوام

وفي وقت سابق اتهم الفنان هيثم سعيد، الفنان رامي صبري، بـسرقة لحن أغنيته “تاني” التي طرحها عام 2017، والذي يتشابه مع أغنية صبري الجديدة “بتاع بنات”.

وقال سعيد في حسابه الرسمي عبر موقع “فايسبوك”: “لما أسمع أغنية رامي صبري “بتاع بنات” اللي هيا أغنية هيثم سعيد تاني!”.

كما اتهمت كارلا سكاب عارضة الأزياء اللبنانية وزوجة هيثم سعيد، صبري، باقتباس لحن وتوزيع أغنية زوجها، قائلة: “لما كان رامي صبري بيغني “بتاع بنات” كان بيتفرج على كليب تاني هيثم سعيد، منحوتة بحذافيرها مش مسموح يعني”.

و ظاهرة سرقة الألحان ظاهرة تنتشر في جميع أنحاء العالم. وتختلف سرقة الجمل الموسيقية اختلافآ كبيرآ عن الاقتباس وإعادة التوزيع. ومن أشهر حالات الاقتباس لحن أغنيةCoupable للمغني الفرنسي جان فرانسوا ميشيل، باستخدامه لحن أغنية “حبيتك بالصيف” للأخوين رحباني وغناء فيروز عام 1971 في المسرحية المشهورة “يعيش يعيش”. كذلك أغنية “حالة حب” للفنانة اللبنانية إليسا حيث اقتبست لحناً تركياً في الأغنية. ولكن في هاتين الحالتين، حافظ الفنان الذي اقتبس اللحن على حقوق الملكية للمؤلف الأصلي وتم تقديم طلب للحصول على حق إعادة إنتاج العمل بلغة مختلفة ومع توزيع موسيقي جديد.

وسرقة أو اقتباس الألحان ، تكون بإستخدام الإيقاع الموسيقي لأغنية ما دون الرجوع إلى صاحب العمل أو الحصول على إذن منة أو ذكره. وغالباً ما تكون حالات السرقة بإعادة الجمل الموسيقية مع وضع تغييرات بسيطة ومحاولة استخدام آلات معينة للتغطية على اللحن الأصلي.

ومن أمثلة الالحان والأغاني المشهورة التي تم سرقتها أو اقتباسها:

أغنية انا والشوق للفنانة اللبنانية ميريام فارس وهى من أوائل الأغاني التي قدمتهاعام 2003، وانتشرت الأغنية فى كل أنحاء الوطن العربى، ثم بعد ذلك تم اكتشاف أن ألحان تلك الأغنية مقتبسة من أغنية Eski Yıllar Dan  للبيندنيز هلال.

أغنية كده للفنان هشام عباس، لاقت الأغنية نجاحا كبيرا ولكن ألحان هذة الأغنية فى الحقيقة مأخوذة عن الأغنية الشهيرة papiلجنفير لوبيز.

ومن أشهر قصص الاقتباس للأغاني والالحان، اقتباس الملحن عمرو مصطفى،الذي لم يعترف إطلاقًا باقتباساته الواضحة طوال مسيرتة الفنية رغم الإقتباسات التي مارسها حتى النقل الكامل للألحان الغربية.مع العديد من المغنيين، وتم اكتشاف هذة الاقتباسات من قبل بعض المتابعين والنشطاء عبر مواقع السوشيال ميديا ولكن ضرب عمرو مصطفى رقمًا قياسيا في اقتباسة للألحان وبالتحديد مع الفنان عمرو دياب.

ومن أشهر حالات الأقتباس لحن أغنية “صدقني خلاص” المنقول بالكامل من أغنية West Lifemy love”“، وكذلك أغنية ” ياحبيبي لا” المقتبسة من أغنية 7 daysلكرج ديفيد  ، وأغنية “قدام عينيك” المقتبسة من أغنية my baby new  لمارك انطوني.

أغنية “3 دقات” التي حققت نجاحا على المستويين المحلي والعربي للنجمة يسرا وأبو، انتشرت بعد ذلك على مواقع التواصل الأجتماعي أغنية إيطالية للمغني “جونى ايود”، متطابقة بشكل كبير جدآ مع ألحان أغنية 3 دقات.

الغناء لن ينقطع في مصر وكذلك السرقة.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى