حسين الشحات فكرة لا تموت بقلم/ ياسر التلاوي

المتابع لأداء حسين الشحات لاعب النادي الأهلي، منذ التعاقد معه قادما من نادى العين الإماراتى، يجد أن أداءه متفاوت جدا، ليس من موسم لموسم فحسب، بل من مباراة لمباراة ، والغريب أن الشحات لديه منهج معروف يتبعه دائما، ولكنه يدخل على إدارة الأهلي، وتستجيب له صاغرة، فأداؤه يكون عاديا جدا بعد التعاقد معه، خلاص حصل على ما يريد، واللعب يجي بعدين، ولكن قبل انتهاء عقده مع الأهلي نجد شحاتا آخر، حيث يتحول هذا اللاعب العجيب بنسبة 180 درجة، ويصبح أداؤه في الملعب خرافىيا وحماسيا، وتشعر وأنت تشاهد مباريات الأهلي أن حسين بياكل النجيلة بلغة الملاعب، تتعجب من هذا الأداء المعتبر، وتقول سبحان الله ، وتسأل نفسك: ما الذي جرى للاعب وما سر هذا التحول الرهيب في أدائه؟
الحقيقة أن حسين الشحات، وكما أظن، يفعل ذلك للحصول على المبالغ المالية التي يطلبها، ويشعر إدارة الأهلي أنه لاعب لا يمكن الاستغناء عنه، ولكنه فور إتمام التعاقد والحصول على المبالغ المالية التي يريدها يعود الشحات إلى ممارسة عاداته في الاسترخاء والأداء السيء في الملعب، والتكاسل، ويصل الأمر إلى إضاعة مجهودات زملائه بسبب هذا التكاسل، وهذه اللامبالاة التي يلعب بها، رغم أن إمكاناته كلاعب لا خلاف عليها.
حسين الشحات، كما أعتقد، فكرة لا تموت، فكم من آلاف بل ملايين بيننا هم حسين الشحات، فأنت إذا نظرت إلى العديد من المؤسسات والوزارات وحتى أعضاء مجلس النواب، ستجد بعض الأشخاص يسعون بكل الوسائل المشروعة، وغير المشروعة في بعض الأحيان، إلى إقناع صاحب القرار لاختيارهم في منصب معين، سواء في منصب وزير، أو مدير، أو رئيس مؤسسة أو هيئة، وبعد اختيار الواحد منهم تجد شخصا آخر، يهمل عمله ولا يبذل أي جهد لتطوير وزارته أو مؤسسته، ولكن إذا كان المنصب مرتبطا بفترة زمنية معينة تجده قبل انتهاء مدته، وقد عاد لبذل أقصى جهد حتى يفوز بدورة أخرى، وهو ما نلاحظه أكثر في بعض أعضاء البرلمان، الذين يغيبون عن دوائرهم تماما، بل يغيبون عن المجلس نفسه، ولكنهم يعودون بكثافة قبل الانتخابات ليقولوا نحن هنا.
المشكلة الرئيسية ليست في هؤلاء، ومنهم بعض أعضاء البرلمان، كما ذكرت لك، المشكلة في الذين يصدقونهم ويجددون الثقة فيهم، سواء كان النادي الأهلي، أو الشعب، أو أصحاب القرار في البلد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى