عبد الغني النجدي كوميديان من مظاليم الفن .. درس فنون تطبيقية وحاصل على ليسانس حقوق

فى يوم 6 ديسمبر سنة 1915 اتولد عبدالغنى النجدي.. واحد من أهم الكوميديانات فى تاريخ مصر.. وواحد من أهم مظاليم الفن..

اتولد عبدالغنى فى قرية المشايعة بمركز الغنايم فى محافظة أسيوط ..

أول خطوة فى رحلة تعليم عبدالغني بدأت كالعادة من الكُتاب.. ومن بعدها دخل المدرسة وخد الابتدائية.. وبعد فترة نزلت الأسرة على القاهرة.. وكانت القاهرة وش السعد على عبدالغنى لأنه قدر وقتها يكمل حلمه بإنه يتم تعليمه.. ودخل مدرسة الفنون التطبيقية.. وبعدها دخل كلية الحقوق وخد الشهادة الكبيرة.
فى أول حضور له للقاهرة اتعرف على مجموعة من الشباب اللى بيشتغلوا فى السيما كومبارسات.. وكلهم اتفقوا على أن عبدالغنى لازم يشتغل معاهم.. ليه؟ لأنه كان قادر يضحك طوب الأرض زى ما بيقولوا .. وكانت كل قعادتهم ضحك فى ضحك طالما النجدي موجود.. وقال واحد من أصحابه أنه كان قادر يخترع 10 نكت فى الدقيقة الواحدة..

مع إصرار الأصدقاء على أن النجدي لازم يمثل وأن التمثيل أحسن له من الوظيفة الميري.. سمع النجدي الكلام وقرر أنه يخوض التجربة.. وفى اليوم اللى وافق فيه كان أصحابه شغالين فى فيلم “على بابا والأربعين حرامي”.. فخدوه من ايديه وراحوا للمخرج توجو مزراحي وقالوا له إنه عايز يجرب وأنه دمه خفيف وأنه وأنه وأنه.. فمزراحي عمل له تيست ومن بعده اداله دور صغير فى الفيلم.. وكانت المفاجأة اللى متوقعهاش النجدي نفسه أنه عمل الدور حلو وعجب الناس.. وبدأ ناس كتير تنصحه بإنه يكمل..

طلع النجدي من الفيلم ده على أفلام تانية وبقى مطلوب تقريبا من كل المخرجين لدرجة أنه فى سنة 52 كان مشارك فى 17 فيلم دفعة واحدة..

وزى ما ممكن تتفاجئ أن النجدي كان متعلم ومعاه شهادة عالية.. ممكن تتفاجئ كمان دلوقتى لما تعرف أن النجدي اسمه مكتوب كمؤلف على 6 أفلام.. وخد المفاجأة دى كمان.. النجدي لحن أغانى فيلم شادية الجبل مع رياض السنباطي .. ده غير الأفلام اللى كتبها واضطر أنه يبيعها من غير ما يحط عليها اسمه لأنه وقتها كان محتاج الفلوس علشان يصرف بيها على أسرته..

واللى مش كتير كمان يعرفوه عن النجدى أنه كان بيتمتع بسرعة بديهة مالهاش مثيل لدرجة أنه كان بيألف النكته فى ثوانى ولما اكتشف فى نفسه الموهبة دى بقى يبيع النكت لشكوكو واسماعيل يس .. وكانت التسعيرة واحدة من غير فصال ولا مناهدة “النكتة بجنيه” ..

عبدالغنى النجدي كان عارف أن أعماله القليلة اللى قدمها على الشاشة هتنصفه حتى لو كانت قليلة.. وعشان كده كان حابب العيشة فى الضل.. وانه يبقى رقم 5 أو 6 أو حتى 10 فى الفيلم .. مش مهم.. ومش مهم يكون البطل لأن المهم عنده أن أى افيه أو مشهد يشارك فيه يخلده ويخلد سيرته وده اللى حصل .. والدليل انه رغم مرور سنين كتير على موته لسه بتفتكر ايفهاته أول ما تشوف صورته رغم أنك ممكن أصلا ما تكونش عارف اسمه..

عبد الغني النجدي اتعرض في أواخر أيامه لحالة من الاكتئاب والحزن الشديد كان بتزيد لما يشوف حاجة من اعماله اللى كتبها بتتعرض قدامه على الشاشة من غير ما يكون عليها اسمه وكان وقتها بيبكي ويقول : الحاجات دي بتاعتي .. ياريتني كتبت اسمي عليها.. ولكن يكفيني أن أبويا مات راضيا عني.. أما أنا فلست راضيًا عن نفسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى